6/08/2008

أعمال جاكلين أوهانيان في غاليري ماتوسيان


ريشة تتذوّق الجمال وتخطّ الأحلام...
رحلة ممتعة تصحبنا فيها الفنانة جاكلين أوهانيان من خلال أعمالها المعروضة في صالة ماتوسيان في جامعة هايكازيان تحت عنوان "الحياة والاحلام"، رحلة يتلاشى فيها الاحساس بالزمن، وترتقي بالحواس الى مستوى أسمى وأرقى.
48 لوحة مع اطار، من كل الاحجام، وبتقنيات مختلفة، تحملنا الى عالم الفنانة، عالم يتخطى حدود الواقع ليلج في الاحلام... عالم يمجد الاشياء الصغيرة التي نملك، والاخرى الجميلة التي نراها، ويرفض النظرة المتشائمة للحياة... عالم يستوحي من تناغم الطبيعة وجمالها لوحات، آسرة بألوانها وخطوطها ونقشها ورقشها، تُمازج بين الواقع والخيال، فتظهّر مشاهد نابعة من داخل فنانة تسعى دوما الى تقديم أجمل ما في الانسان، فنانة ترسم ما تشعر به، فتأتي لوحاتها تعبير عن افراط في الحس الانساني والتذوق الجمالي.
ثلاث الى اربع ساعات يوميا تمضيها الفنانة في تحويل أحلامها الى لوحات تزخر بالشغف والفرح بالحياة، مستشهدة بقول لفان غوغ: "أحلم بلوحاتي، ثم أرسم أحلامي". بالنسبة لاوهانيان، الحلم يكسب الانسان الطاقة والمحفز لحياة أغنى وأكثر ابداعا؛ فمقابل تحديات ومصاعب الحياة، الحروب والكوارث الطبيعية، وعدد كبير من المظاهر السلبية التي تكبل هذا الانسان وتحده من كل النواحي، يبرز الحلم، مختلف عن الواقع، يجسد أفكارا وصورا ومشاعر زاخرة بفرح وألوان مشعة وأمل، تنقلنه بعيدا عن الواقع الى عوالم أسمى وأجمل. "أتمتع في خلق صور من الحياة والاحلام، من الاشياء والناس الذين أحبهم والذين يشكلون لغزا بالنسبة لي".
أسلوب خاص
علاقة قوية تجمع الفنانة بالطبيعة، علاقة اعجاب وشغف، وكأنها تعشق هذه الأزهار والفواكه، وتبحث فيها عن مخرج من تلك الطاقة السلبية المحيطة بها. بخفة الاكواريل وشفافية ألوانها تجسد اوهانيان هذه العلاقة. تعمل مطولا على كل لوحة. تنتقي ألوانها بكل عناية. تختار أحيانا تقنية الـbatik الصعبة. تفضل الاكريليك والزيت للوحات أخرى. "اتبع اساليب مختلفة، حسبما ينقلني مزاجي. معظم لوحاتي يمكن وصفها بالـ"الواقعية المعاصرة"، لكن موسومة باسلوبي الخاص".
لكن، رغم كل هذه الايجابية الظاهرة، والرغبة بتخطي التشاؤم الذي تفرضه الظروف الخارجية، تبقى اللوحات مطبوعة ببعض آثار الحزن وتقلبات المزاج: "لم يكن سهلا بالنسبة لي أن أعمل بسبب الاحداث الاخيرة في لبنان، فالجمال، الهدوء والعدل هم مصادر الهامي الاساسية".
تحرر من القيود
تتأرجح بين الاكريليك والزيت: تبدأ بخط من هنا وآخر من هناك، لون فاثنين وثلاثة... تسمح للخطوط والالوان بان تقودها، تسير وفق مشيئتها، وفق المسار الذي تقرره هي لها، فتتولد الاشكال وحدها: أطياف فتيات، آلات موسيقية... أحصنة شامخة فخورة معتزة متحدية... أشكال متفلتة من عنصر الزمن، تسبح في فضاءات اللوحات ضمن مساحات لونية ضيقة تغلب عليها الالوان الباردة، (خصوصا الازرق والبنفسجي)، تلتغي الحدود فيما بينها تدريجيا... تخترقها مشحات نارية ناتئة فوق السطح، رغم ان الفنانة لم تستعمل موادا نافرة، فتبدو متحررة من قيود المكان أيضا. "التجريد يحرر النفس، هو كالذهاب في رحلة دون خارطة ودون وجهة. هو نعمة ولعنة للفنان... لا أعرف أبداً كيف ستبدو اللوحة في النهاية".

هناك تعليق واحد:

Räumung يقول...

شكرا ع المجههود