6/08/2008

حسين ماضي "مدلّل الامرأة"




الامرأة تحتل عالم الفنان حسين ماضي. هي محور حياته واهتمامه، كما هي محور فنه. من بساطتها، من جمالها، من جسدها يستوحي لوحاته ورسومه ومنحوتاته. هي الصديقة والجليسة والحبيبة التي يقول عنها: "لقد تطور كل من فني وحياتي مع امرأتي، منذ البداية، في خطين متوازيين، دون ان يصطدما ولا مرة. في المنزل، امرأتي كانت ملكتي. أمّا الفن، فكان اهتمامي".
نظرة مختلفة للامرأة، يجسدها في أعماله، لوحات ومنحوتات، المعروضة ماضي في غاليري عايدة شرفان في وسط المدينة تحت عنوان "omaggio alla Donna" (تحية للامرأة). فهو قلب كل المعايير الجمالية المعاصرة: نساء ببطون ممتلئة وأرداف مكتنزة ونهود مندلقة، أجسام بعيدة عن الصورة النمطية للامرأة الجميلة اليوم، لكنها لا تقل عنها أنوثة وإغراء وسحرا وجنونا وشهوانية. الامرأة مدللة، مرتاحة، مغناج... ولعوب أحيانا، هكذا يراها ماضي، وهكذا يصورها.
تقاطع من الاشكال الهندسية من مثلثات ومربعات وأقواس تتداخل وتتكامل لتكوّن امراة تشكل المحور في كل عمل، محاطة بتفاصيل وعناصر عديدة يستمتع الفنان برسمها ونقشها وزخرفتها، فتبدو الورود وأزهار دوار الشمس والنبتات وحبات الرمان والتفاح والعنب... حتى المشهد من خارج الشباك من البحر الى الاشجار واضح، وكذلك "نقشة" الارضية، ليبدو لنا وكأن العناصر التفصيلية في فضاء اللوحة تطلبت وقتا أكثر من ذاك الذي أمضاه الفنان في رسم الامرأة.
ذاتيته حاضرة بفجور في أشكاله وألوانه، وكأنه يطبع كل بقعة بطابعه الخاص، بشخصه، بأسلوبه، بشغفه. رسوم على الورق، يختار الفنان فيها ان يعري نساءه، حتى من الالوان، مبرزا مفاتن استدارات أجسادهن، فيما يمكن ان نسميه بالعري الشفاف، ولوحات بالاكريليك على القماش اختار ان يحدها باطار من الاكريليك أيضا، ولكنه لجأ فيها الى الالوان القوية مقابل شفافية اللوحات الاولى، ولم يوفر اي لون، حتى انه يتعذر علينا تعدادها كلها.
فستان أحمر او أزرق مزركش، قميص ضيق مشقوق عند الصدر، "كولون" أزرق، وكعب عال: خطوط انفعالية تظهر نساء متبرجات، حتى وهنّ نيام، مقلمات الاظافر، مصففات الشعر، جالسات او ممدّدات على الكنبات، يقرأن الجريدة، يقفن على الشباك ليدخنّ سيجارة، يمتطين الخيل او يجلسن على الرمل بمايوهات ضيقة لاكتساب بعض السمرة ... باسلوب مباشر يدخل في تفاصيل حياتهن اليومية، ناقلا مشاهد حميمة بمناخات لونية حارة.
ديكتاتورية الالوان
علاقة الفنان بالالوان علاقة قوية، وهو يستفيض بالحديث عنها، في كتاب له لم ينته من كتابته بعد: "أحيانا، أمضي أياما دون ان أكلم أحدا: هذا ما ادعوه بـ"ديكتاتورية الالوان". يحتاج الفن الى صمت وتركيز ليتطور. من وقت لآخر، أكسر هذا الصمت عبر التكلم مع ألواني: التحكّم بتدرجات الاخضر او الازرق ليس أمرا سهلا. غالبا، بعد أن اضع لونا على القماش، لا أجد حواسي راضية؛ يكون اللون الذي صورته في رأسي قد خانني. لديّ طبعا مخرج لاحلّ هذا الموضوع. أخلط الالوان واعيد الطلاء مرةً ومرةً وأخرى حتى أنجح، فأصرخ "أهلا وسهلا". [...] الفنان هو الحكم الاساسي. إما يستسلم لبعض الخلطات السهلة، وإما يقحم نفسه في شراسة المعارك والمواجهات. هو بالفعل عمل تشوبه المخاطر، لكنه ايضا قمة في الاثارة واللذة".


هناك 7 تعليقات:

Räumung يقول...

Allah grant you success all that is valuable .. Where new themes ?!

Umzug nach Luxemburg يقول...

شكرا على الموضوع

Wohnungsräumung Wien يقول...

رااائع جدا

dog health pedia يقول...

very nice

my cat care blog يقول...

مدونه متميزه جدا

Mr Fitness For You يقول...

شكرا جزيلا ع الموضوع

جمال المرأه يقول...

يسلموو ايديك