5/28/2008

وانفجرت ستّ الدنيا!..

المشهد تكرر... مقنعون ملثمون يحرقون الاطارات، يضرمون النار في مكبات النفايات، يقطعون الطرقات... اكياس التراب ومكعبات الاسمنت ترتفع سواتر عند خطوط التماس الجديدة... وها هم يتقاتلون من جديد... وها هي شوارع العاصمة تشهد مرة أخرى تحارب ابنائها. هذه الـ"بيروت" التي لم تعد تجد ما يبلسم لها جروحها، وما يوقف نزيفها، وقفت بكماء تنظر بأسى الى حقد ابنائها، الى كرههم لبعضهم ولها... غضبت أمام هذا الاقتتال العبثي، اقتتال ابناء الدين الواحد وباسم الدين... لم تقو على رؤية قلبها يحترق... ملّت الرصاص والطلقات ودوي القذائف والانفجارات... فانفجرت! دوى الرعد في سمائها، ولمعت شرارة الغضب... اختلط أسى العاصمة بجهل ابنائها. ذرفت سماؤها الدموع مطولا، لكنها لم تستطع ان تطفئ نار الحقد المشتعل.
استسلمت... استسلمت "ستّ الدنيا" امام جهل ابنائها، امام كرههم وتعصبهم، امام مشاهد الدمار والخراب...
السلاح تغلب على "بيروت الثقافة"...
العصبية تغلبت على "بيروت الانفتاح"...
الرجعية تغلبت على "بيروت التحرر"...
جففي دموعك يا بيروت الحبيبة الغالية... فحرام ان تبكي أبناء لن يبكوك يوما!

(الصورة من معرض "vous écrire" لسيرين فتّوح في المركز الثقافي الفرنسي)

ليست هناك تعليقات: