5/28/2008

لا تتدخلي في أحلامي!

صباح الخير يا أمّي.
للمرّة الاولى، أصبحك، منذ ثلاثة عشر عاما. لكن الذنب ليس ذنبي. فأنت لم تزوريني مذاك. ولا مرة. حتى عندما كنت بأمس الحاجة اليك، لم تأتي. عندما كنت أناديك، اشتاق لان أسمع صوتك العذب، لأن أرى وجهك البهي، لملمس يدك الناعم يمسح الدموع عن وجهي محاولا ان يراضيني، لقصة صغيرة أنام دائما قبل أن تصل الى نهايتها... لم تأتي.
تعوّد وجهي ملمس يدي أبي الخشنتين، لكن، لا تجزعي، فهما حنونين. قد أجرؤ أن اقول أحنّ من يديك. لكنّ أبي لم يعد يخبرني قصصا. لم أكن أطلبها أصلا، ولم تعد تنفعني لانام. كان عليه أن يبتكر، كل ليلة، طريقة جديدا، علني أتوقف عن البكاء وطلب رؤيتك.
أساليبه لم تفلح الا نادرا... لكنّ الانسان يا أمّي ينسى. وربّما لهذا السبب سمي كذلك...
لم أعد أذكرك الا صورة معلقة في غرفتي وعلى حائط غرفة جدتي. لم تعودي ذكرى حتى. مجرد صورة معلقة اشيح بنظري عنها ما استطعت... أتحاشاها. ربما لاني اشعر بالذنب: ذنب أن أكون نسيتك!
نعم، نسيتك... حتى الصوت والقصص وذاك الملمس الناعم، لم اعد اذكرهم، وانما اذكر نفسي أطالب بهم باكية. هل أحبّك؟ وهل يحبّ الانسان صورة؟...
ألا تعتقدين من الوقاحة أن تزوريني في الحلم هذه الليلة؟ لا أنكر أنك حركت فيّ بداية بعض المشاعر في هذا الترائي المفاجئ... لكنك حتى لم تتكلفي عناء الظهور، وانما كلمتيني عبر الهاتف! عاتبتك في الحلم، قلت أتعودين الآن هكذا؟ أين كنت في الثلاث عشرة سنة المنصرمة؟ وأعود الآن واسألك لماذا تتدخلين في احلامي، وتقلقيني في ساعات راحتي؟
أظنك الآن تقولين "بأيّ قسوة اصبحت يا ابنتي الصغيرة؟"...
لا يا أمي، هذه ليست قسوة، هذه هي الحقيقة... أقولها بوجهك للمرة الاولى... وهي ربما المرة الاولى التي اعترف بها. لطالما اردتك ذكرى جميلة! الا انك لا تعرفين ان تكوني سوى صورة معلقة او ذكرى مؤلمة...

ليست هناك تعليقات: